Ticker

6/recent/ticker-posts

لماذا تعتبر الكواكب مهمة جداً في علم التنجيم؟ وكم عدد الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسية؟

 

🌌 لماذا تعتبر الكواكب مهمة جداً في علم التنجيم؟ وكم عدد الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسية؟





منذ فجر الحضارات، نظر الإنسان إلى السماء بحثًا عن المعنى. فقد أدرك القدماء intuitively أن حركة الأجرام السماوية ليست مجرد ظاهرة فيزيائية، بل لغة رمزية عميقة، تعكس إيقاعًا كونيًا يرتبط بدورة الحياة والأحداث والمشاعر. ومن هنا نشأت علوم الفلك والتنجيم، ليس باعتبارهما مجالين متناقضين، بل كتفسيرين مختلفين لإيقاع واحد: حركة الكون.

في علم التنجيم، تحتل الكواكب موقع القلب؛ فهي القوى الفاعلة، والمحرّكات الأساسية التي تشكّل طاقة الإنسان وتوجه مزاجه وسلوكه ومسار حياته. أما الأبراج فهي «البيوت» أو «البيئات» التي تعمل فيها تلك الكواكب. هذه العلاقة بين الكواكب والأبراج هي سرّ عمق علم التنجيم، وسرّ سبب استمرار تأثيره في الثقافات حول العالم حتى اليوم.

يطرح الكثيرون سؤالًا أساسيًا: لماذا تُعَدّ الكواكب مهمة إلى هذا الحد في التنجيم؟
ولماذا تُربط حياتنا اليومية ومصائرنا بحركتها في السماء؟
وفي سياق ذلك، ما هو عدد الكواكب التي يتعامل معها علم التنجيم، وما هو عدد الكواكب الحقيقية في مجموعتنا الشمسية؟

هذا المقال يجيب على تلك الأسئلة بوضوح وبأسلوب مبسط، مع التعمق في البُعد الروحي والفلسفي الذي يمنح التنجيم مكانته الخاصة.


أولًا: أهمية الكواكب في علم التنجيم

1. الكواكب كرموز للطاقة الداخلية

في التنجيم، لا يتم النظر إلى الكواكب كأجسام مادية فقط، بل كـ«تجسيد للطاقة».
فكل كوكب يعبّر عن بُعد معين من النفس البشرية:

  • الشمس: الهوية، الوعي، الإبداع، القوة الذاتية.
  • القمر: المشاعر، اللاوعي، الاحتياجات الداخلية.
  • عطارد: الفكر، التواصل، التحليل.
  • الزهرة: الجمال، العلاقات، الانسجام.
  • المريخ: الإرادة، الطاقة، الدافع.
  • المشتري: الحظ، النمو، الحكمة.
  • زحل: المسؤولية، الالتزام، الاختبارات karmic lessons.
  • أورانوس: التغيير، الثورة، التحرر.
  • نبتون: الحدس، الروحانية، الأحلام.
  • بلوتو: التحول، القوة العميقة، الانبعاث.

هذه الكواكب تعمل داخل الإنسان كما تعمل في الفضاء الخارجي:
تخلق حركة، وتثير تفاعلًا، وتولد تحولًا.


2. الكواكب هي المحرّكات الرئيسية للخرائط الفلكية

عند تحليل خريطة الميلاد، لا ينظر المنجّم إلى البرج فقط، بل إلى:

  • موقع كل كوكب في أي برج

  • موقعه في أي بيت فلكي

  • علاقته ببقية الكواكب (التثليث، التربيع، الاقتران…)

كل زاوية بين كوكبين تُفهم كحوار أو صراع بين طاقتين داخل الشخص.
فترى، مثلًا، شخصًا يملك زُهرة قوية يحب الجمال والعلاقات، بينما زحل يقيدها فيمنح علاقاته نوعًا من الجدية والتأخير.


3. الكواكب تتحرك… وبالتالي تؤثر

الأبراج ثابتة، لكن الكواكب متحركة، ولذلك فإن:

  • التوقعات الفلكية اليومية
  • التوقعات الشهرية
  • العبور (Transit)
  • الرجوع (Retrograde)

كلها تعتمد على هذه الحركة المستمرة.
فعندما يتراجع عطارد، تضعف طاقة الاتصال، وقد تظهر سوء تفاهم أو تأخير.
وعندما يدخل المشتري برجًا معينًا، يُفتح باب الحظ والنمو لأصحاب ذلك البرج.


4. الكواكب تمثل مراحل تطور الإنسان

في الفلسفة الروحية الحديثة، يُنظر إلى الكواكب كرموز لدروس تتكرر في حياة كل شخص.
زحل، مثلًا، يُعتبر «المعلم» الذي يظهر عندما يحين وقت النضج.
بلوتو يعلن قدوم مرحلة تحول عميق وتحرر من القديم.
أورانوس يأتي بثورات مفاجئة تهدف إلى تحريرك من القيود.

بهذا المعنى، علم التنجيم ليس قراءة مستقبل سطحية، بل قراءة لرحلة الروح.


ثانيًا: عدد الكواكب في المجموعة الشمسية

من الناحية الفلكية البحتة، تعترف وكالة ناسا والاتحاد الفلكي الدولي بوجود ثمانية كواكب رئيسية:

  1. عطارد
  2. الزهرة
  3. الأرض
  4. المريخ
  5. المشتري
  6. زحل
  7. أورانوس
  8. نبتون

أما بلوتو فقد تم خفض تصنيفه عام 2006 من «كوكب» إلى «كوكب قزم» بسبب خصائص مداره.
ومع ذلك، لا يزال علم التنجيم يعتبر بلوتو كوكبًا مؤثرًا بسبب طاقته العميقة ورمزيته التحولية القوية.


ثالثًا: عدد الكواكب في علم التنجيم

يعتمد علم التنجيم اليوم على 10 كواكب فاعلة:

  1. الشمس
  2. القمر
  3. عطارد
  4. الزهرة
  5. المريخ
  6. المشتري
  7. زحل
  8. أورانوس
  9. نبتون
  10. بلوتو

ويعتبر الشمس والقمر «كوكبين» مجازًا في التنجيم لأن تأثيرهما الرمزي والطاقي قوي جدًا.


رابعًا: لماذا لا يستغني المنجّمون عن بلوتو رغم أنه كوكب قزم؟

لأن التأثير في التنجيم يعتمد على الرمزية، الطاقة، والدروس النفسية وليس على حجم الكوكب.
بلوتو، رغم صغره، يمثل:

  • التحول العميق
  • الأزمات
  • الانبعاث من جديد
  • القوة الخفية

ولذلك، يبقى جزءًا أساسيًا من علم التنجيم الحديث.


خامسًا: ما الذي يجعل الكواكب تبدو وكأنها “تؤثر” علينا؟

من منظور روحي وفلسفي، هناك ثلاثة تفسيرات:

1) الكون يعمل بنظام تناغم Resonance

كما تتأثر الموجات بعضها ببعض، يرى المنجّمون أن حركة الكواكب تحمل «ذبذبات» تتفاعل مع الإنسان.

2) التنجيم لغة رمزية

لا يقول إن الكوكب يفرض إرادة مادّية عليك، بل يعكس حالة داخلية تتفاعل معها.

3) التنجيم يعكس دورة الطبيعة

مثلما تؤثر الفصول على المزاج، يرى علم التنجيم أن الكون يخلق “فصولًا طاقية”.


سادسًا: هل التنجيم علم؟ أم فلسفة؟

علم التنجيم ليس علمًا تجريبيًا، لكنه:

  • نظام رمزي
  • أداة لفهم النفس
  • مرآة للمراحل الروحية
  • طريقة لتفسير الأحداث cycles rather than predictions

ولهذا السبب لا يزال حاضرًا عبر آلاف السنين.


الخلاصة

الكواكب في التنجيم ليست مجرد أجسام في السماء، بل أدوات لفهم النفس ومراحلها، وتحليل العلاقات، وتفسير التغيرات التي يمر بها الإنسان.
أما في الفلك، فهي ثمانية كواكب رئيسية، لكن التنجيم يستخدم عشرة كواكب لأسباب رمزية وروحية.

يبقى الرابط بين السماء والإنسان واحدًا:
كل حركة فوق… يقابلها صدى في الداخل.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Ad Code